`.{منتديات احلى البنات}.`
مرحــبا ياحلـوة؟
شلونك؟
ان شاء الله بخير
يلا يلا سجلي معانا احنا بأنتظارك
اما اذا كنت عضوة فيمكنك الدخول عن طريق كلمة دخول
واهلاً بك مرة ثانية.
تحياتنا.
ادارة احلى البنات.
`.{منتديات احلى البنات}.`
مرحــبا ياحلـوة؟
شلونك؟
ان شاء الله بخير
يلا يلا سجلي معانا احنا بأنتظارك
اما اذا كنت عضوة فيمكنك الدخول عن طريق كلمة دخول
واهلاً بك مرة ثانية.
تحياتنا.
ادارة احلى البنات.
`.{منتديات احلى البنات}.`
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

`.{منتديات احلى البنات}.`

مـــوقـع لـأحلاا البنــاات..)

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخاتم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنوته بطعم التوته
مـوقوف
بنوته بطعم التوته



الخاتم Empty
مُساهمةموضوع: الخاتم   الخاتم Emptyالخميس أكتوبر 01, 2009 1:26 pm

الخاتم
قصة قصيرة
كتبها : أحمد كمال
أحدهم يطرق الباب ، بينما الرجل ممداً على فراشه كورقة شجر ذابلة ، عيناه زائغتين ، غائرتين ، وشعره كثيفاً طويلاً ، تبعثر على رأسه المتكور ، ووجهه المقبور مابين شاربه الشارد ، ولحيته المتوحشة ، وتجول الحشرات في كل هذا ، والجرذان تتصارع على فتات لقيمات متعفنة من حوله ، في ظلام حالك ، لا تزال روح الرجل في جسده بغير معنى ، والطاقة في عقله بغير هدف ، ودقات قلبه مجرد عدد ، ونبض عروقه بغير سبب ، جف حلقه من العطش ، وتقلصت معدته من الجوع ، كان يحاول النهوض ، لكن جسده المتهاوي دائماً يخذله ، فيستسلم للرقود ، بلا حراك مقصود .
انفتح الباب ببطيء ، نتج عنه ضجيج من احتكاك الحلقات الصدئة ، الضجيج يملأ السكون ، وإذا بالغرفة المظلمة ، بوجه الضيف تضيء ، فالتفت إليه الرجل الذابل ، الراقد على الفراش الحقير ، يرنوا إليه ببصره مستغرباً ولوجه إلى ذلك المكان السحيق ، قائلاً بصوت مريض :
- ماذا يا أنت تريد ؟! أأنت ملاكاً جئت لتقبض روحي ؟!
فارتسمت على شفتي الضيف ابتسامة رقيقة ، ورد عليه وهو يخطوا بحذر نحوه ، بصوت المستريح قائلاً :
- بلى ، أنا إنسان مثلك ، مولود لمعروف فعلته !!
فأراد الرجل الهزيل أن يضحك ، فاهتز وداهمه سعال شديد ، وارتسمت على شفتيه ابتسامة ملؤها سخرية ، ويقول بينما الضيف قد التصق بالفراش الحقير :
- أنا لا أتذكر معروفاً فعلته ، ربما إنك من الضالين !!
فيجلس الضيف على حافة الفراش ، في مواجهة الرجل الهزيل ، وضياء وجهه قد أرهق عيني الرجل ، فأشاحهما عنه ، بعد أن انقبضت عضلات وجهه ألما، ولكنه استراح لما سمع الضيف يضيف ، بصوت المديح :
- لكن معروفك يتذكرك ، ولا ينساك أبداً .
فاستغرب الرجل والتفت إليه ثانية ، وهو يقاوم ويستحضر قواه ، وينظر وملامح التعب بادية على وجهه ، ثم يعود ليتأمله ، المرة تلو المرة ، حتى خارت قواه ، فألقى بجسده الهزيل ، على الفراش الحقير ، قائلاً بإعياء شديد :
- أنت تسخر مني ، هذا أكيد إني لا أعرفك .
فيربت الضيف بيده على يد الرجل قائلاً :
- إذن دعني أذكرك ؟!
وراح الضيف يذكر الرجل قائلاً بصوت الراوي الحصيف :
- منذ أربعين سنة ، جاءك رجلاً مستغيث ، تلد زوجته ولا مال عنده ، وأنت وقتها كنت ثرياً ، ولم يكن في جيبك مال ، فخلعت له خاتمك الماسي ، وأهديته له ، وبعد عدة سنوات رزق الله المستدين ، وأشترى الخاتم من جديد ، وراح يبحث عنك حيث يعلم ، وحيث أعلمه الآخرين ، حتى سلك دروب المستحيل ، ولما ملأه اليأس عاد بخيبة الأمل ، وباع الخاتم من جديد ، وهو ينوي على شيء جديد ؟!
اعتدل الرجل على فراشه ، وراح يتذكر بينما الضيف يواصل حديثه البعيد :
- هداه من يهدي ، فاشترى لصاحب الخاتم غنماً ، ورعاها له مع غنمه ، وتمر الأعوام كأنها وميض ، والأغنام تتناسل وتزيد .
فجلس الرجل على فراشه ، وأسند ظهره القليل ، على الجدار العليل ، وراح ينصت والضيف يواصل الحديث :
- ضاق الوادي بالغنم ، فراح يبيع منها ، ثم يشتري من جديد ، ولما حقد عليه الرعاة ، هداه من يهدي ، فاشترى أرضاً واسعة ، فسيحة ، عند أطراف المدينة ، وأراح نفسه ، واستراح .
فاعتدل الرجل في جلسته ، حتى قعد وأسند رأسه على قبضة كفه ، المشعر ، المشيب ، وراح الضيف يكمل الحديث :
- ويشق الأرض طريق ، وتصبح المزرعة في قلب المدينة ، وتمطر السماء على الرجل المستدين ، أمولاً حصرها مستحيل ، وبدلاً من المزرعة شيد مزارع ، ومصانع ، وأصبحت المؤسسة ، مجموعة اقتصادية ليس لها مثيل ، تصنع اللحوم ، والجلود ، والأحذية ، وتدر ألبان من كل لون .
فتحشرج الرجل ، وراح يسعل ، كأنه يلتقط نفسه الأخير ، فأسرع الضيف يعسعس حوله عن كوب ماء ، فلم يجد إلا صنبور ، فملأ كفيه ، وأسرع إليه ، وسقاه بكل ما ملأ ، حتى هدأ سعال الرجل المستكين ، وراح ينظر إلى ضيفه وهو يشير بوجه مستريح ، أن يكمل ، فعاد الضيف إلى جلسته ، وراح يواصل حديثه :
- ومات الرجل المستدين ، ويبقى معروفك شاخصاً أمامك ، فأنا المولود ، وهذا خاتمك ، وهذا صك أموالك .
إلا أن الرجل تأتيه صحوة ، وتحركه ثورة ، تجعله يصيح ، ويهب واقفاً وهو يدور حول نفسه ، والدموع تفيض من عينيه وهو يناجي من يناجي قائلاً :
- صعبتها علي أيها الضيف الكريم ، فقد كان عندي أمل والآن أضعته
وينظر إليه الضيف مستغرباً بينما الرجل يواصل قائلاً :
- أضعت آدم الذي حمل الأمانة ولم يصنها ؟
- الذي أكل من التفاحة ولا يزال يأكلها
- الذي أزهق نفس أخيه ولا يزال يزهقها
- الذي أفسد في الأرض ولا يزال يفسدها
ثم وقف ثابتاً أمام الضيف ولا زالت دموعه تفيض ، ويبدوا من صوته نحيب قائلاً :
- إذا كان هذا مردود خاتمي ، فإن ديني ثقيل حمله ، والأمانة لا تضيع ، يضيع فقط من يحملها ؟!
ويذهب مولود معروفه ، ويبقى خاتمه ، وصك أمواله ، على الفراش الحقير
انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخاتم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
`.{منتديات احلى البنات}.` :: فئة العلمية والأدبية :: القصص والرويات-
انتقل الى: